نظريات النمو

9:00 م
النموذج النظري أداة منهجية لشرح وتفسير الظواهر والعلاقات القائمة بينها ولكل نموذج جهازه المفاهمي ومبادئ تفسيرية توضح العلاقة بين الظواهر والمتغيرات . وتعتبر النظرية مرحلة أخيرة في تحليل المعطيات المتعلقة بمجال معين وهي تقوم بوظيفة اختصار مختلف المراحل والمعطيات التي مر منها البحث العلمي في تفسير ظاهرة معينة . كما تقوم بإنشاء أنساق تفسيرية أو شبه تفسيرية بكيفية ملتحمة ونسقية . ويمكن اعتبار نظرية التحليل النفسي سواء مع فرويد أو في بعده الاجتماعي مع إريكسون وكذا النظرية التكوينية مع جان بياجي ، من أهم النظريات التي قاربت النمو وحددت مراحله وأغنت البحث السيكولوجي متجاوزة ظاهرة النمو إلى الابستومولوجيا والتربية والعلاج النفسي .
1.     نظرية التحليل النفسي) فرويد( :

نظرية يغلب عليها الطابع البيولوجي . فالطفل حسب فرويد يولد وهو مزود بطاقة غريزية قوامها الجنس والعدوان وهي ما أطلق عليه اسم " اللبيدو " وهذه الطاقة تدخل في صدام مع المجتمع ، وعلى أساس شكل الصراع ونتيجته تتحدد صورة الشخصية في المستقبل . إن النضج البيولوجي هو الذي ينقل الطفل من مرحلة إلى أخرى . لكن طبيعة المواقف التي يمر بها هي التي تحدد النتاج السيكولوجي لهذه المراحل ، ومدى انتظام سير الطاقة في خطها المرسوم أو تعثرها وتخلفها .
2.     نظرية النمو المعرفي )بياجي ( :
                  يسلم بياجي بأن الأطفال يرثون اتجاهين أساسين : التنظيم )وهو الاتجاه إلى ترتيب وتنظيم العمليات في أنساق متماسكة ( . والتكيف ) وهو الاتجاه إلى التوافق مع البيئة ( . وكما أن عملية الهضم البيولوجي تحول الطعام إلى شكل أو صورة يستطيع جسم الطفل أن يستخدمه . كذلك يرى بياجي أن العمليات العقلية تحول الخبرات إلى شكل يمكن الطفل من استخدامه في المواقف الجديدة . وكما ينبغي أن يحتفظ بالعمليات البيولوجية في حالة توازن فإنه ينبغي أيضا أن تحقق العمليات العقلية التوازن وهذه العملية هي شكل من تنظيم الذات يتيح للطفل أن يحقق الانسجام والاستقرار في تصوراته عن العالم وأن يحول اللاتوازن في خبرته لكي تصبح أمرا مفهوما .
3.                 نظرية التحليل النفسي الاجتماعي )إريكسون( :
          بخلاف فرويد لايهتم إريكسون بالنمو النفسي – الجنسي وإنما يركز على الذات الشعورية عوض الدوافع اللاشعورية . فهو ينظر إلى النمو كما لو كان بحثا مستمرا عن الهوية . حيث يقوم خلاله كل فرد بإنجاز أعمال تبعا لنظام محدد . وفي أعمال تظهر على شكل اختيار متعدد الوجوه يسبب خوفا من الأزمة . وكل عمل أو انجاز يرتكز على نمو أحد أوجه الهوية .

www. Gulfkids .com
* سيكلوجية الطفل       د أحمد أوزي .

* علم النفس التربوي   د جابر عبد الحميد جابر دار النهضة العربية القاهرة 1977 ص